يستغرق نمو الزهور بالماء ثلاث سنوات. ما دمتَ تراقب وتكتشف الحيل، يمكنك أن تصبح خبيرًا في زراعة الزهور.

هناك مثلٌ يُقال عن زراعة الزهور: "يستغرق ريّ الزهور ثلاث سنوات"، أي أن إتقان ريّ الزهور يتطلب ثلاث سنوات من المراقبة والاستكشاف. يُعزى اصفرار الأوراق وتعفّن الجذور وذبول الزهور في الغالب إلى سوء الريّ.

كعاشق الزهور في الشمال، كلما يسقي الزهور، يخشى الإفراط في الري أو التقليل منه. لا يتحكم بيديه. عندما يرى سطح الإناء جافًا، يرغب في سقيه. في النهاية، لم تنمُ الزهور جيدًا، فيُصاب بالاكتئاب.

في الواقع، مع أن الريّ أساس نموّ الزهور، ما دمتَ تتقن "الخطوات الثلاث"، فلن يطول بك الأمر حتى تتقن خدعة الريّ. ستتجنب الأوراق الصفراء والجذور المتعفنة، وستنجو أيّ زهور تزرعها.

مشاهدة الزهور

على الرغم من أن النباتات لا يمكن أن تنمو بدون ماء، إلا أن الأنواع المختلفة من النباتات لها متطلبات مختلفة من المياه ولا يمكن التعامل معها بنفس الطريقة.

على سبيل المثال، بالنسبة للأزهار المقاومة للجفاف، تتميز جذورها بتطورها الجيد، وحاجتها للماء أقل بكثير، لأن مكوناتها مسؤولة عن تخزين الماء. على سبيل المثال، شجرة المال، على الرغم من أن جذورها ليست متطورة، إلا أن "بطنها الكبير" قادر على تخزين الماء. حتى مع ريها مرة واحدة شهريًا، لن تجف سريعًا.

لذلك، عند سقي الزهور المقاومة للجفاف، يُمكنك اتباع مبدأ "لا تسقِ إلا إذا كان الجو جافًا" أو "الجفاف خير من المطر". فالإفراط في السقي يُؤدي إلى اصفرار الأوراق، وتعفّن الجذور، أو حتى ذبولها.

أما بالنسبة للزهور التي تحب الرطوبة، فهي لا تتحمل الجفاف وتحتاج إلى المزيد من الماء. إذا كانت تربة الأصيص جافة جدًا، فسيؤثر ذلك على نموها وإزهارها. على سبيل المثال، زهور الكوبية المزروعة في الأصص، وخاصةً في الصيف، تُشبه "الدلاء الكبيرة". إذا لم تُسقَ لمدة يومين، ستتدلّى رؤوسها وستُصبح أوراقها "مُغطاة".

لذلك، عند سقي الزهور التي تُحب الرطوبة، يجب إعادة الري في الوقت المناسب عندما تكون تربة الأصيص جافة. هذا لا يعني أنها لا تخشى التشبع بالماء، فالري المفرط أو التشبع بالماء يُسبب تعفن الجذور.

على سبيل المثال، بعض الأزهار ذات الجذور السميكة قادرة على تخزين الماء في جذورها، وتتمتع بقدرة معينة على مقاومة الجفاف. ولكن إذا تم التحكم في كمية الماء بشكل مفرط، ستجف الجذور نتيجةً لنقص الماء لفترة طويلة. وإذا أُفرط في الري، فستتعفن الجذور بسهولة.

لذلك، بالنسبة لهذا النوع من الزهور، عند الري، يمكنك اتباع مبدأ "الري جيدًا عند الجفاف"، وتجنب الإفراط في الري أو التحكم المفرط في الماء.

انظر إلى الحوض

يعتمد الري أيضًا على نوع أصيص الزهور. يجب تحديد الحاجة إلى الري بناءً على عوامل مثل مادة الأصيص وحجمه وعمقه. ولأن أصيص الزهور المصنوع من مواد مختلفة يتميز بنفاذية هواء وتصريف مختلفين، فإن سرعة جفاف التربة في الأصيص بعد الري تختلف أيضًا. حتى أصيص الزهور المصنوع من نفس المادة يختلف معدل الري تبعًا لاختلاف الأحجام والأعماق.

على سبيل المثال، وفقًا لنفاذية الهواء لأصص الزهور، تُصنّف أواني الفخار في المرتبة الأولى، تليها أواني السيراميك، ثم أواني الفخار الأرجوانية، بينما تُعتبر أواني البورسلين الأقل نفاذية للهواء. عند زراعة الزهور، يُنصح باختيار أواني زهور ذات نفاذية هواء جيدة. مهما كانت أواني الزهور ذات النفاذية المنخفضة جميلة، حاول استخدامها بأقل قدر ممكن.

هناك نقطة أخرى لا يمكن لعشاق الزهور المبتدئين تجاهلها، وهي أنه حتى لو كان الأمر يتعلق بنفس تنوع الزهور، عند الزراعة، يجب أن تكون المواد وأحجام أواني الزهور المختارة مختلفة، ويجب أن يكون الري أيضًا مختلفًا.

لنأخذ صبار عيد الميلاد كمثال. صبار عيد الميلاد في الصورة أعلاه مزروع في أصيص فخاري يتميز بنفاذية هواء جيدة، وتجف تربته بسرعة بعد الري. أما صبار عيد الميلاد في الصورة أدناه، فمزروع في أصيص بلاستيكي، وهو بالتأكيد ليس بنفس نفاذية الهواء التي يتمتع بها أصيص الطين، لذا لن تجف تربته بسرعة جفاف التربة في أصيص الطين. حتى لو وُضع أصيصا صبار عيد الميلاد معًا، يجب معاملة كل منهما بشكل مختلف عند الري لتجنب تعفن الساق.

التحقق من الطقس

هناك العديد من أنواع الطقس، بما في ذلك الأيام المشمسة، والأيام الغائمة، والأمطار الغزيرة، والأمطار المعتدلة، وما إلى ذلك، ولكن بالنسبة لزراعة الزهور، يتم تقسيمها بشكل أساسي إلى أيام مشمسة وأيام غائمة وأيام ممطرة، لأن هناك اختلافات في سقي الزهور في هذه الظروف الجوية.

في الأيام المشمسة، يكون ضوء الشمس وفيرًا، ويتبخر الماء بسرعة، وتجف التربة في الأصيص بسرعة. في هذا الطقس، يكون الري أكثر تواترًا. أما في الأيام الغائمة، فلا توجد شمس، وتكون رطوبة الهواء أعلى منها في الأيام المشمسة. يتبخر الماء بشكل أبطأ، لذا لا داعي للري أو تقليله.

إذا توقعت الأرصاد الجوية هطول أمطار، سواءً كانت غزيرة أو خفيفة، فلا داعي لسقي النباتات، لأن رطوبة الهواء تكون عالية عند هطول الأمطار، كما أن المطر يُرطب التربة. إذا سقيتها مرة أخرى، فلن يكون ذلك ضروريًا.

حتى لو كنتَ تُبقي الزهور داخل المنزل، حاول تجنّب ريّها في الأيام الممطرة. فرطوبة الهواء العالية تُسبّب تبخر الماء ببطء شديد. بعد الري، ستصبح تربة الأصيص رطبة جدًا، مما يؤثر على تنفس جذور الزهور. حتى في حالة هطول الأمطار المستمر، لن يتبخر الماء الزائد في تربة الأصيص لفترة، مما يُسبب اصفرار الأوراق وتعفن الجذور.

باختصار، يرى هونغشيو أنه عند سقي الزهور، يجب مراعاة ثلاثة جوانب: تفضيل النبات للماء، والأصص المزروعة فيه، والظروف الجوية، ثم تحديد الحاجة للري. ما دمت تتقن هذه النصائح، ستصبح خبيرًا في زراعة الزهور، وستتمكن من الحفاظ على أي زهرة.

البستنة زراعة الزهور