الإضاءة مهمة جدًا لنمو الزهور. ما الفرق بين الضوء المباشر والضوء المنتشر؟ وكيفية استخدامها؟
بالنسبة للنباتات في الطبيعة، لا يُعد ضوء الشمس أساسًا لبقائها، ولكنه يؤثر على نموها. على سبيل المثال، تتطلب عملية البناء الضوئي، وهي إحدى التفاعلين الفسيولوجيين المهمين في نمو النبات، مشاركة ضوء الشمس. في هذه العملية، تستطيع النباتات تكوين كميات كبيرة من الكلوروفيل ومواد أخرى.

يمكن تقسيم النباتات الشائعة تقريبًا إلى نوعين حسب تحملها لأشعة الشمس: محبة للضوء وحساسة للضوء. النوع الأول مناسب للزراعة في بيئة ذات إضاءة كافية، أي إضاءة مباشرة كافية؛ بينما يُزرع النوع الثاني في بيئة ذات إضاءة كافية نسبيًا، أي في ظروف توفر ضوءًا متفرقًا وفيرًا.

الصيف قادم. كيف نساعد النباتات على البقاء على قيد الحياة خلال الصيف؟ بالإضافة إلى التأثير الكبير لدرجة الحرارة، يُعدّ الضوء عاملاً أساسياً. لنلقِ نظرة على الفرق بين الضوء المباشر والضوء المنتشر، وما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها عند زراعة الزهور في هاتين الحالتين؟

أولاً، يُقصد بالضوء المباشر مصدر الضوء الذي يُسلط مباشرةً على النباتات دون أي عوائق. ونادراً ما توجد مثل هذه الظروف الضوئية في المدن. حتى الشرفة ذات الإطلالة الواسعة قد تُحجبها المباني الشاهقة من الأمام والخلف، على اليمين واليسار، مما يُفقد الضوء صفة الضوء المباشر، وينخفض مستوى شدته.

في الريف، وفي الحقول، وحتى في حديقتك، تتوفر أشعة الشمس المباشرة في كل مكان، ما دامت لا توجد شجرة كبيرة تحجبها. عمومًا، يمكن زراعة الزهور المحبة للضوء تحت الضوء المباشر في أوقات أخرى غير الصيف. يُعد الصيف حالة خاصة بين فصول السنة، إذ لا يقتصر الأمر على طول فترة سطوع الشمس، بل إن مستوى الأشعة فوق البنفسجية فيه استثنائي أيضًا. لا تتحمل النباتات العادية هذه الشدة. إذا كانت تحتاج بشدة إلى الضوء، فلا يمكن زراعتها إلا في بيئة ذات ضوء متفرق كافٍ.

يُطلق على الضوء المُشتت الضوء الناتج عن طبقة من الحجب، حيث يتشتت الضوء المباشر بكميات كبيرة، ويستمر جزء صغير فقط في التألق على طول مسار الضوء الأصلي. بالمقارنة مع الضوء المباشر، لا يتغير سطوع الضوء المُشتت كثيرًا، لكن شدته مختلفة تمامًا.

لنأخذ الصيف مثالاً. شدة الضوء المنتشر تُلبي احتياجات نمو النباتات من جهة، ولا تُحرق أوراقها وبتلاتها من جهة أخرى، مما يُحقق أفضل النتائج.

كثيراً ما يُقال إنه يجب اتباع عادات نمو النباتات لضمان نموها بشكل جيد. ولأن الضوء يُعدّ أيضاً أحد العوامل المؤثرة على نمو النباتات، فمن الطبيعي مراعاته عند العناية بالزهور. تُزرع النباتات التي تُحب الضوء المُشتت في أماكن ذات إضاءة مُشتتة كافية، مثل الفاونيا والفاوانيا وزهور الثلج الزرقاء؛ بينما تُزرع النباتات التي تُحب الضوء المُباشر في مناطق معرضة لأشعة الشمس المباشرة، مثل النخيل الأبيض والأسبيديسترا، وغيرها.