اختيار التربة المناسبة قبل زراعة الزهور هو نصف الحل. ألا تعتقد أنه يمكنك زراعة زهور جيدة بشراء تربة مغذية؟

عند العناية بالنباتات المزروعة في أوعية داخل المنزل، يجهل الكثيرون كيفية ريّها، مما يؤدي إلى تعفن جذورها وسيقانها، أو جفاف تربتها وذبولها لفترة طويلة. مع ذلك، طالما أنك تسقي التربة ببطء بعد جفافها تمامًا، فلن تموت النباتات عمليًا. أما إذا لم تُختار تربة العناية بالنباتات جيدًا، فأنت على وشك الفشل.

الصورة أعلاه تظهر الشتلات المزروعة في تربة الخث

لزراعة نباتات داخلية في أصص، لا يكفي شراء تربة مغذية وزراعتها. بل عليك أيضًا اختيار النباتات المناسبة وفقًا لخصائص نموها. على سبيل المثال، لرعاية الفجل الأخضر، عليك اختيار تربة رخوة ذات قدرة جيدة على الاحتفاظ بالماء. عادةً ما يُمزج الفجل الأخضر الذي تشتريه مع تربة الخث ونشارة الخشب المتحللة، وهي تربة رخوة جدًا تُساعد على نمو الجذور واحتباس الماء.

إذا كنت تزرع الصبار أو العصاريات، فيجب أن تحتوي تربة الزراعة على نسبة أكبر من التربة الرملية، مثل رمل النهر العادي أو البيرلايت. يمكن استخدام هذين العنصرين بالتبادل. عند استخدامهما لزراعة نباتات مثل الصبار ونبات اليشم ونبات جلد النمر، يمكنك إضافة حوالي ٢٠٪ إلى ٣٠٪.

تنمو معظم النباتات الداخلية جيدًا في أنواع مختلفة من الترب، ولا توجد متطلبات محددة لتربة تأصيص معينة. مع ذلك، هناك قواعد محددة. يجب أن تكون تربة النباتات الداخلية المزروعة في الأصص "مفككة" بدرجة كافية، أي أن تكون مفككة نسبيًا ولا تلتصق ببعضها. ثانيًا، الحفاظ على نفاذية الهواء وتصريفه. لزيادة نفاذية الهواء، يمكنك إضافة مواد مختلفة، مثل نشارة الخشب المتحللة، واللحاء، ونخالة جوز الهند، والطين الموسع.

الصورة أعلاه تظهر تربة الخث الممزوجة بالبيرلايت لزراعة شتلات الطماطم

للحفاظ على تصريف جيد للتربة، يُضاف إليها عادةً رمل نهري، مثل الرمل الخشن، أو يُختار رمل حبيبي، مثل البيرلايت الشائع، والأكاداما، والخفاف، وتربة الكانوما، والتراب الدياتومي. بعد ري النباتات، يتدفق الماء ببطء من الأسفل. تجنب تراكم الماء في تربة التأصيص، وإلا ستتعفن جذور النباتات.

عادةً ما تُخلط أنواعٌ شائعةٌ من الترب لزراعة النباتات الداخلية المزروعة في أصص، بما في ذلك تربة الخث، والبيرلايت، ورمل النهر، ونشارة الخشب المتحللة، والفيرميكوليت، وطحلب السفاغنوم، وجوز الهند. وطالما كانت النسب مناسبة، تُناسب هذه الترب معظم النباتات تقريبًا.

1. تربة الخث

تربة الخث هي تربة تكوّنت بعد استقرار النباتات منذ زمن بعيد. تتميز تربة الخث برخاوتها الفائقة ونفاذيتها للهواء، وقدرتها العالية على الاحتفاظ بالماء، مما يجعلها تربة زراعية شائعة.

تربة الخث سهلة الشراء ورخيصة نسبيًا. وهي مناسبة لزراعة معظم النباتات. ويمكن القول إنها متعددة الاستخدامات ومناسبة لزراعة أنواع مختلفة من النباتات.

لكن هذا يُمثل مشكلة. تربة الخث تتشكل طبيعيًا، وتتطلب تراكم النباتات الطويلة على مدى سنوات طويلة. وهي مصدر فعال للكربون، واستخراجها سيضر بالبيئة المحيطة. بمعنى آخر، تربة الخث في النهاية غير متجددة، أو تتطلب وقتًا طويلاً جدًا للتعافي.

بالطبع، لا نستخدم تربة الخث النقية لزراعة الزهور، بل نخلط مكونات أخرى بها، مما يضمن نموًا جيدًا للنباتات. على سبيل المثال، تُخلط تربة الخث مع البيرلايت، أو تُخلط مع رمل النهر، ويُضاف إليها كمية مناسبة من السماد العضوي أو عفن الأوراق. تكون النسبة عادةً 5:3:2 أو 5:2:1، وتُعدل حسب احتياجات نمو النباتات.

الصورة أعلاه تظهر تربة الخث الممزوجة بخث جوز الهند ونشارة الخشب والبيرلايت

تُعدّ تربة الخثّ موادّ زراعيّة جيّدة جدًّا، مثل نخالة جوز الهند، ولحاء الشجر، والرمل الخشن، والتربة الحبيبيّة، ولكن لا يُمكن استخدامها بمفردها لأنّ وظائفها تقتصر على التهوية، واحتباس الماء، أو تصريفه، وليست خصبة، ولا يُمكن استخدامها مُباشرةً لزراعة الأزهار. أمّا تربة الخثّ نفسها، فتتمتّع بخصوبة غذائيّة، وتُساعد على نموّ النباتات بعناصرها الغذائيّة خلال عام.

2. عفن الأوراق

عفن الأوراق هو ما يُسمى عادةً بتربة الدبال. يُمكن جمعه مباشرةً من تحت الأشجار، أو بجمع الأوراق المتساقطة مباشرةً وتكديسها في حاويات. بعد تحللها وتخميرها تمامًا، يُمكن أن يتكوّن عفن الأوراق.

صنع قالب أوراق الشجر بنفسك سهل نسبيًا. يمكنك خلط الأوراق المتساقطة مع تربة الحديقة العادية، ثم إضافة الماء النظيف بانتظام للحفاظ على رطوبتها. بعد حوالي ستة أشهر، ستتمكن من صنع قالب أوراق متحلل ومتخمر تمامًا.

3. السماد

عفن الأوراق المذكور أعلاه هو في الواقع تربة سماد. عادةً ما نستخدم السماد أيضًا لتسميد الزهور. بعد تحلل السماد العضوي وتخميره، يصبح مفيدًا جدًا لتسميد النباتات. بإضافة المزيد من تربة الحديقة إلى السماد، ستحصل بعد نصف عام على تربة سماد، وستنخفض نسبة خصوبتها.

لا يُمكن استخدام السماد العضوي مباشرةً لزراعة الزهور (كسماد)، ولكن يُمكن استخدام تربة السماد العضوي كتربة خصبة. في الواقع، يكمن الفرق في تركيز الخصوبة.

يُفضّل تجهيز دلو سماد أو صندوق سماد لصنع السماد. يجب أن يحتوي على فتحات تصريف داخلية، ولكن يجب سدها بشاش وتغطيتها بغطاء. يمكنك إضافة مواد أخرى عند التسميد، بما في ذلك التبن العادي، ورقائق الخشب، واللحاء، والأغصان، والأوراق المتساقطة، وأوراق الخضراوات، وقشور الفاكهة، وتفل القهوة، وبقايا الشاي، وقشور البيض.

لتسريع عملية التسميد، يجب سحق المواد. عند التسميد، تذكر إضافة الماء النظيف بانتظام، وفتح الغطاء بانتظام، وتقليب مواد التسميد بالتساوي باستخدام مذراة لتجنب تراكم الماء في الداخل، والحفاظ على رطوبة خفيفة، وحفظ السماد في مكان جيد التهوية والإضاءة في الفناء. في حالة ارتفاع درجة الحرارة، عادةً ما يتحلل السماد تمامًا ويتخمر خلال 3 أشهر.

بعد أن يتم تصنيعه بنجاح، لن يحتوي السماد على أي شوائب ولن يكون له أي رائحة، فقط رائحة السماد نفسه.

يمكن خلط السماد المتحلل مباشرةً بالتربة للاستخدام. يجب ألا تتجاوز نسبته 30% من التربة، وإلا ستصبح التربة خصبة جدًا.

4. تربة الحديقة

تربة الحدائق هي التربة التي نحفرها عادةً مباشرةً من الفناء أو من الخارج. تتميز هذه التربة بثقلها الشديد وعدم ملاءمتها لزراعة الزهور، إذ يسهل تكتلها وقلة خصوبتها، كما أنها ثقيلة ويصعب تحريكها، مما يؤثر سلبًا على نمو جذور النباتات. عند زراعة بعض النباتات ذات متطلبات الخصوبة المنخفضة، يُنصح أيضًا بخلط رمل النهر مع تربة الحدائق لزيادة قدرتها على التصريف.

قبل استخدامه لزراعة الزهور، يُفضل تعقيمه أولًا. يمكنك ريه مرة واحدة بالكاربندازيم، ثم مزجه بتربة الخث والسماد العضوي. يجب ألا تتجاوز نسبة تربة الحديقة 40% (ويفضل أن تتراوح بين 20% و30%). حافظ على التربة رخوة وجيدة التهوية لتسهيل نمو جذور النباتات.

5. السماد

السماد المذكور هنا هو سماد الماشية أو الدواجن المتحلل تمامًا. يُرجى العلم أنه يجب أن يكون متحللًا ومتخمرًا تمامًا. لا يُمكن استخدام سماد الحيوانات مباشرةً كسماد، بل يُمكن تجميعه وتخميره في درجة حرارة عالية لأكثر من نصف عام قبل استخدامه.

عندما نقوم بصنع السماد فقط، يمكننا خلطه مع السماد المناسب، بما في ذلك روث الدجاج الشائع، وروث الأبقار، وروث الخنازير، وروث الأغنام، وروث الخيول.

براز الحيوانات الأليفة المنزلية، كالقطط والكلاب والأرانب وغيرها، غير مناسب لصنع السماد. من المرجح أن يحتوي براز الحيوانات على طفيليات، وهو غير مناسب لزراعة الزهور.

عند تسميد الزهور، يجب ألا يلامس السماد جذور النباتات وأوراقها مباشرةً (كما يُمنع استخدام أنواع أخرى من الأسمدة). فالسماد المركّز جدًا يُحرق جذور النباتات وسيقانها. لا تُسمّد النباتات بتركيز عالٍ، واسقها جيدًا بعد التسميد. قبل زراعة النباتات، يمكنك حفر ثقوب في قاع الأصيص أو في الأرض، ودفن طبقة من السماد المتحلل جيدًا، ثم تغطيتها بطبقة سميكة من التربة، ثم غرس النباتات فيها. هذا يُوفّر العناصر الغذائية للنباتات باستمرار، ويضمن خصوبتها لمدة عام ونصف تقريبًا.

6. طحلب السفاغنوم

طحلب السفاغنوم هو نوع من أنواع "طحالب الخث" الطبيعية، وطحلب السفاغنوم الذي نشتريه يكون جافًا تمامًا، ويجب نقعه في ماء نظيف لأكثر من نصف ساعة قبل الاستخدام. احرص على عدم نقعه في الماء لأكثر من ست ساعات، وإلا سيتعفن وتنبعث منه رائحة كريهة.

بعد نقعه في ماء نظيف، يُعصر ويُصفى، ثم يُستخدم لزراعة الزهور. يُستخدم عادةً لزراعة بساتين الفاكهة، والنباتات آكلة اللحوم، والعصاريات. يتميز طحلب السفاغنوم بتركيبته المرنة ونفاذيته للهواء، وقدرته العالية على التصريف. كما يُعزز نمو جذور النباتات، وهو مناسب جدًا لتنسيق الحدائق النباتية.

طحلب السفاغنوم مناسب لزراعة النباتات التي تحتاج جذورها إلى الاحتفاظ بالرطوبة، لكنها لا تتحمل الري المتكرر، والتي تحتاج جذورها إلى أن تبقى قابلة للتنفس. وتلبي نباتات الأوركيد، والنباتات آكلة اللحوم، والعصاريات هذه المتطلبات.

بعد تشبع طحلب السفاغنوم بالماء تمامًا، يصبح وزن الماء خمسة وعشرين ضعف وزنه الجاف. تخيّل مدى قدرة طحلب السفاغنوم على الاحتفاظ بالماء.

عند العناية بالنباتات المزروعة في الأصص، إذا كانت تفضل الماء، أو عند ترتيب نباتات البونساي، يمكنك نثر طبقة من طحلب السفاغنوم على سطح التربة للاحتفاظ بالرطوبة. بعد تعرضه للضوء، يعود طحلب السفاغنوم إلى لونه الأخضر ويضفي لمعانًا على البونساي.

7. البيرلايت والفيرميكوليت

الجانب الأيسر من الصورة أعلاه هو الفيرميكوليت، والجانب الأيمن هو البيرلايت

سبق أن شرحتُ هاتين المادتين لزراعة النباتات بالتفصيل. كلاهما يتميز بقدرة جيدة على الاحتفاظ بالماء، لكنهما نباتان ذوا مسام أكبر. البيرلايت والفيرميكوليت كلاهما تربة حبيبية رقيقة نسبيًا. يتميز الفيرميكوليت بقدرة أفضل على الاحتفاظ بالماء من البيرلايت، وهو أثقل منه.

عند إكثار فروع النباتات بالعقل، يتم استخدام البيرلايت والفيرميكوليت في كثير من الأحيان للاستفادة من قدرتها على الاحتفاظ بالمياه ونفاذية الهواء القوية لتعزيز إنبات الجذور في الفروع.

عند زراعة الزهور بشكل يومي، فإن إضافة كمية مناسبة من البيرلايت أو الفيرميكوليت إلى التربة يمكن أن يحسن نفاذية الهواء في التربة وتصريفها، مما يفيد نمو جذور النباتات.

لأن البيرلايت والفيرميكوليت لا يتمتعان بخصوبتين، يُخلطان عادةً مع تربة الخث لنمو النباتات. عادةً ما تكون نسبة خلط البيرلايت أو الفيرميكوليت مع تربة الخث حوالي ٢:٨ أو ٣:٧.

8. رمال النهر

الصورة أعلاه تظهر الرمال الخشنة

رمل النهر مادة زراعة شائعة جدًا. ينقسم إلى رمل خشن ورمل ناعم، بحجم حبيبات الرمل. الرمل الخشن مناسب لزراعة النباتات الطويلة، بينما الرمل الناعم مناسب لزراعة النباتات الصغيرة.

يرجى ملاحظة أن رمل النهر لا يُستخدم بمفرده، فهو لا يحتفظ بالماء ولا يُخصب. وظيفته منع التربة من التكتل والحفاظ على نفاذيتها وتصريفها.

بعد خلط رمل النهر مع تربة الخث أو تربة الحدائق، يُمكن استخدامه لزراعة النباتات. يجب ألا تتجاوز نسبة رمل النهر في التربة 30%، وإلا سيؤثر ذلك على خصوبتها وقدرتها على الاحتفاظ بالماء.

البستنة زراعة الزهور