بالنسبة للزهور المحفوظة في الأصص، كيف نتقن طريقة وكمية التسميد بشكل صحيح لتجنب أضرار الأسمدة الناتجة عن التسميد المفرط؟

ملخص: لا ينفصل نمو وتطور الأزهار المختلفة عن توفر العناصر الغذائية الكافية. ولنمو الأزهار بوفرة، يلزم تسميدها بشكل مناسب وفقًا لعادات نموها ومراحل نموها المختلفة. فإذا تم تسميد الأزهار بشكل مناسب، فإنها ستنمو بقوة، بأغصان وأوراق خصبة، وأزهار وثمار وفيرة. أما إذا لم تُتقن طريقة التسميد وجرعته بشكل جيد، فلن يقتصر الأمر على توفير العناصر الغذائية للأزهار بشكل كافٍ، بل سيتسبب أيضًا في تلف الأسمدة، وحرق الجذور، واصفرار الأوراق وتساقطها.

في عملية زراعة الزهور، يُعدّ التسميد الوسيلة الرئيسية لتزويد التربة بالعناصر الغذائية. فالتسميد في الوقت المناسب وبكميات مناسبة خلال مرحلة نمو الزهور وتطورها يُلبي احتياجاتها من العناصر الغذائية اللازمة لنموها وتطورها بشكل أفضل، مما يُساعدها على النمو والازدهار. فما هي الأسمدة المُناسبة لزراعة الزهور يوميًا؟ وكيف يتم التسميد؟ سأقدم اليوم بعض المعلومات حول تسميد الزهور.

1. أنواع الأسمدة الشائعة للزهور

تنقسم أنواع الأسمدة الشائعة للزهور إلى أسمدة عضوية وأسمدة غير عضوية. تحتوي الأسمدة العضوية، المعروفة أيضًا باسم روث المزارع، على عناصر غذائية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وغيرها، وهي ضرورية للنباتات والأزهار. مع ذلك، عند استخدام الأسمدة العضوية، يجب أن تكون متحللة تمامًا، وإلا ستحرق جذور الزهور بسهولة. أما الأسمدة غير العضوية، فهي ما نسميه بالأسمدة الكيميائية. تتميز هذه الأسمدة بغناها بالعناصر الغذائية، وسهولة استخدامها، ونظافتها، وسرعة نتائجها، ولكن يجب أيضًا إتقان طريقة استخدامها وجرعتها.

1. الأسمدة العضوية

تحتوي الأسمدة العضوية على عناصر غذائية شاملة، ويسهل الحصول عليها نسبيًا. على سبيل المثال، روث الأبقار المُخمّر، وروث الأغنام، وروث الخنازير، والأوراق المتعفنة، وكعكة الفاصوليا، وقشور الفاكهة، وأوراق الخضراوات، وأطراف الحيوانات المتعفنة، كلها أسمدة عضوية ممتازة. من مزايا الأسمدة العضوية لزراعة الزهور احتوائها على عناصر غذائية شاملة، وتأثير تسميدي طويل الأمد، وسهولة امتصاصها من قبل الجذور، وقدرتها على تحسين رخاوة التربة ومنع تكوّن الكتل الترابية، مما يجعلها مناسبة للاستخدام كأسمدة أساسية. أما عيوب الأسمدة العضوية فهي رائحتها، وسهولة تكاثر الحشرات فيها، وسهولة حرق جذور الزهور قبل تخميرها بالكامل.

2. الأسمدة غير العضوية

تُعرف الأسمدة غير العضوية عادةً بالأسمدة الكيميائية. في الظروف العادية، لا تكفي العناصر الغذائية في التربة لتلبية احتياجات نمو الأزهار. في هذه الحالة، من الضروري استخدام أسمدة تحتوي على النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم لتكملة العناصر الغذائية. وكما هو معلوم، هناك أسمدة نيتروجينية، وأسمدة فوسفورية، وأسمدة بوتاسيوم، وأسمدة مركبة. أما الأسمدة التي تحتوي على عنصر غذائي واحد فقط، فتُسمى أسمدة وحدوية، مثل الأسمدة النيتروجينية، والأسمدة الفوسفورية، والأسمدة البوتاسية.

الأسمدة التي تحتوي على عنصرين أو أكثر من العناصر الثلاثة: النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، تُسمى أسمدة مركبة. تتميز الأسمدة الكيميائية بارتفاع محتواها الغذائي، وسهولة استخدامها، وسرعة تأثيرها، ونظافة مكوناتها، إلا أن العناصر الغذائية فيها تكون مفردة ويسهل فقدانها. قد يؤدي استخدامها لفترات طويلة إلى تكوين قشرة على تربة التأصيص، لذلك يُستخدم معظمها عادةً كسماد علوي.

٢. متى يُسمّد؟ ما نوع السماد المُناسب؟

1. التسميد خلال موسم النمو

عندما تنمو أغصان وأوراق الأزهار ببطء شديد، وتصبح الأوراق باهتة ونموها ضعيفًا، فهذا يعني أن الأزهار تعاني من سوء التغذية، ويجب تزويدها بالعناصر الغذائية اللازمة في الوقت المناسب. خلال فترة نمو الأزهار، يُنصح بشكل أساسي بتزويدها بأسمدة غنية بالنيتروجين. في هذه الفترة، يقل احتياج الأزهار للفوسفور والبوتاسيوم. يُفضل أن تكون نسبة النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم 2:1:1. الهدف من إضافة السماد النيتروجيني هو تعزيز نمو الأغصان والأوراق، وتوفير أساس جيد للإزهار والإثمار.

2. ضع المزيد من الأسمدة الفوسفورية والبوتاسيوم خلال فترة تكوين البراعم

عند دخول الأزهار مرحلة تمايز البراعم وتكوينها، يُنصح باستخدام الأسمدة التي تحتوي على الفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى الأسمدة النيتروجينية، مما يُعزز تكوين المزيد من براعم الزهور، ويزيد من كمية الثمار، ويُضفي على الزهرة لونًا أكثر إشراقًا، وبالتالي يُحسّن من جمالها. خلال فترة تكوين البراعم، يمكن أن تكون نسبة النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم 1:2:1. في هذه المرحلة، تُعزز زيادة استخدام الفوسفور تكوين براعم الزهور، مما يُسرع من دخول فترة الإزهار.

3. أضف السماد في الوقت المناسب بعد التقليم الكثيف للزهور

عند زراعة الأزهار، يُنصح بتقليمها مرة أو مرتين سنويًا. فالتقليم المعتدل لا يوفر فقط كمية العناصر الغذائية، بل يحافظ أيضًا على النبات في حالة جيدة ويزيد من قيمته الجمالية. يشمل التقليم بشكل أساسي إزالة الفروع المزدحمة، والفروع المتضخمة، والفروع الميتة، والأزهار الذابلة، والأوراق الصفراء، وغيرها. بعد بضعة أيام من كل تقليم مكثف، لا تنسَ تغذية الأزهار بالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، حتى تتمكن من إنبات فروع جديدة وتكوين براعم الزهور في أسرع وقت ممكن.

3. طرق التسميد الشائعة للزهور المزروعة في الأصص

1. البث

ربما تفهم المعنى الحرفي للتسميد، وهو توزيع السماد بالتساوي في أصيص الزهور، مما يسمح له بالذوبان تدريجيًا في التربة أثناء الري اليومي. ستمتص جذور الزهور العناصر الغذائية الموجودة في السماد وتستفيد منها بالكامل. تتطلب هذه الطريقة تحديدًا التحكم الجيد في كمية السماد المستخدمة. قد يؤدي التسميد المفرط إلى تلف السماد بسهولة ويؤثر على نمو الأزهار وتطورها.

2. تطبيق السائل

التسميد السائل هو تخفيف السماد العضوي أو الكيميائي بالماء بنسبة معينة، ثم سقي جذور الأزهار. تتميز هذه الطريقة بسرعة امتصاص الجذور لها، وهي مناسبة جدًا لتسميد الأزهار في المنزل. تجدر الإشارة إلى أن تركيز سائل السماد يجب ألا يكون مرتفعًا جدًا، لأن تركيزه الزائد قد يُلحق الضرر بجذور الأزهار. لذلك، يُفضل استخدام سماد خفيف بشكل متكرر. بالإضافة إلى ذلك، يُفضل فك تربة التأصيص قبل الاستخدام لتسهيل امتصاصها.

3. مدفون

دفن السماد يعني قلب التربة في أصيص الزهور أو حفر حفرة، ثم وضع السماد فيها وتغطيتها بالتربة مرة أخرى. عند القيام بذلك، يجب إبقاء نقطة دفن السماد على مسافة معينة من نظام الجذر، وعادةً ما تكون على حافة أصيص الزهور. إذا كانت قريبة جدًا من نظام الجذر ، فمن السهل حرقه. يمكنك أيضًا دفن بعض فول الصويا المطبوخ في أصص الزهور في المنزل. بعد تعفن فول الصويا في التربة، سيصبح سمادًا جيدًا للزهور. ولكن احذر من إضافة كمية كبيرة دفعة واحدة. من 5 إلى 8 حبات فول صويا كافية. سيؤدي إضافة كمية كبيرة جدًا إلى توليد حرارة أثناء التخمير، وهو أمر غير جيد لنمو الزهور.

4. الرش

يُطلق على الرش أيضًا التسميد الورقي، وهو عبارة عن تخفيف السماد والماء بنسبة معينة ثم رشه على أوراق الأزهار، لتحقيق هدف التسميد من خلال امتصاص الأوراق للعناصر الغذائية. يُعد الرش مناسبًا بشكل عام لأشجار البونساي ذات التربة المزروعة في أصيص أعلى من سطح الأصيص، وكذلك لبعض الأزهار والنباتات ذات الجذور غير المتطورة. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة وقت الرش بدقة. يجب تجنب الرش أثناء تفتح الأزهار لتجنب ذبولها. يُفضل الرش صباحًا أو مساءً عندما يكون الطقس صافيًا. عند رش الأزهار، يمكن إضافة منظف غسيل محايد بنسبة 0.2% إلى محلول السماد لزيادة امتصاص المحلول على الأوراق، وبالتالي زيادة امتصاصها.

4. كيفية التعامل مع الزهور عندما تتضرر من الأسمدة؟

عند تسميد الزهور، يصعب تحديد طريقة وكمية التسميد بدقة، وذلك لعوامل مثل اختلاف عادات نمو الزهور، واختلاف الفصول، واختلاف أحجام النباتات. من السهل الإفراط في التسميد أو تركيزه، مما قد يؤدي إلى تعفن الجذور، واصفرار الأوراق، وانكماشها، وحتى موت النبات مباشرةً. إذا تم تسميد الزهور المزروعة في المنزل عن طريق الخطأ بكمية زائدة أو تركيز زائد، مما أدى إلى تلف السماد، فكيف يمكننا إصلاح ذلك؟

أعراض تلف الأسمدة: عند تلف الأزهار بسبب التسميد المفرط والتركيز العالي، يكون أول ما يتضرر هو نظام جذر النبات، والذي يصعب ملاحظته في تربة التأصيص. في هذه الحالة، يمكنك إدخال أصابعك في تربة التأصيص للتحقق من ارتفاع درجة حرارتها. إذا شعرت بدفء تربة التأصيص، وبدأت أوراق الأزهار بالذبول ببطء، وظهرت أعراض مثل الاصفرار والتساقط بشكل متتالي، فقد يكون ذلك بسبب التسميد المفرط. في هذه الحالة، يجب اتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة في الوقت المناسب.

طريقة الانقاذ:

1. اسقِ النبات بكمية كبيرة لتخفيف تركيز الأسمدة

إذا تم استخدام كمية زائدة من السماد مع تركيز عالٍ جدًا، فإن أول ما يتضرر هو جذور الأزهار، ثم ينتشر تدريجيًا إلى الأغصان والأوراق، مما يؤدي إلى ذبول الأغصان والأوراق الرقيقة. في هذه الحالة، يُنصح بسقي النباتات بكثرة، واستخدام الماء لتخفيف تركيز السماد، وتصريفه من خلال فتحات التصريف في أصيص الزهور. الري المستمر ثلاث مرات يُقلل بشكل كبير من تركيز السماد، ويسمح للنباتات بالعودة تدريجيًا إلى حالتها الطبيعية.

2. إعادة الزراعة وتغيير التربة وغسل الجذور

عندما تتضرر الأزهار من الأسمدة وعدم ريّها وتخفيفها في الوقت المناسب، وتكون الحالة خطيرة، من الضروري تغيير التربة وغسل الجذور. الطريقة هي: أولاً، ارفع الأزهار التالفة برفق من الأصيص، ثم استخدم عصا من الخيزران لإزالة تربة الزراعة من الجذور، ثم اشطفها بالماء النظيف للتحقق من وجود جذور عفن أسود، واقطع الجذور المتعفنة من القاعدة، ثم استخدم مبيدات الفطريات لتطهير الجذور. يمكنك استخدام محلول كاربندازيم المائي بتركيز 0.2% لنقع الجذور لمدة 10 إلى 20 دقيقة، ثم إخراجها وتجفيفها، ثم استخدام رمل نهري نظيف كتربة زراعة لإعادة زراعتها وصيانتها.

3. تقليم الفروع بشكل مناسب وتحسين التهوية

بعد تعرض الزهور لضرر الأسمدة، بالإضافة إلى الري بكمية كبيرة من الماء لتخفيف التركيز وتغيير التربة لغسل الجذور، يجب أيضًا وضع النباتات المزروعة في بيئة ذات تهوية جيدة؛ إذا ذبلت الفروع والأوراق بشدة، فيجب قطع بعض الفروع بشكل مناسب لتقليل عملية التمثيل الغذائي للفروع والأوراق والسماح لها بالتعافي بسرعة.

ملخص: عند تسميد الزهور يوميًا، يجب فهم المكونات الغذائية للأسمدة المستخدمة فهمًا كاملًا، وفهم عادات نمو الزهور ومراحل نموها وتطورها المختلفة، حتى تتمكن من تحديد وقت التسميد ونوعه وكميته بدقة، مما يُجنّب أو يُقلّل من أضرار التسميد على الزهور. لذلك، تُعدّ إدارة التسميد باعتدال حلقة وصل مهمة نسبيًا في عملية نمو الزهور، وآمل أن يتقنها جميع مُحبي الزهور ويستخدموها بمرونة.

البستنة زراعة الزهور